![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
أخبار 24 ساعة
قراءة في كتاب
الملتقى الوطني للشعر بتنجداد
عين على المجتمع المدني بتنجداد
إضاءات مع سعيد العنزي
Compte rendu
أقلام حرة
ملتقى سيدي احمد الهواري بتنجداد
رأي حر
في ضيافة الشاعر علي الزاهر
زاوية نظر
في رحاب الشعر الأمازيغي
الأشكال الفرجوية بواحة فركلة
شخصيات و أعلام من الجنوب الشرقي
فضاء الابداع
مهرجان تنجداد
رياحين رمضانية
مطالبنا التنموية لا الانتخابوية…
إضاءات: وفاق تنجداد
مذكرات من عالم الغرابة في
خواطر تربوية
الشعر الأمازيغي: تعريفات، تصنيفات
قضايا تربوية
نافدة على لغات التدريس
حصاد الكاتب جمال الكوط
تنجداد: غرائب مجالسنا الجماعية
مع الشاعرة لطيفة الفروقي
مع الشاعر حميد طالبي
مريم التيجي
قضايا وحوار
ندوة العمل السياسي بتنجداد
المختار السوسي، في ضيافة تنجداد
يوميات مهرجان تنجداد
ملكاوي علال: شهادات بلون الدم والدمع
قراءة في كتاب
فضاء الشعر
فضاء الإبداع
التراث المحلي
إعلانات الجمعيات
خواطر تربوية: تكامل العلاقة بين الأسرة و المدرسة
بقلم لحبيب جردان
1) مبادئ التكامل العاطفي بين الأسرة والمدرسة: تعتبر كل من الأسرة والمدرسة مؤسسة اجتماعية وجدت قصد إعداد النشء. ويمكن القول بأن المدرسة وجدت من حيث هي مؤسسة تربوية مستقلة لتخفف عن الأسرة من أعبائها التربوية، في مرحلة معينة من نمو الطفل، لتتفرغ الأسرة لأعباء تتطلبها الحياة ، بيد أن الأسرة لم تفقد مع هذا دورها التربوي،فهي تنفرد بالطفل في مراحل نموه الإولى من جهة، كما تظل تؤثرفيه أثناء تردده على المدرسة من جهة ثانية،بل إن الوقت الذي يظل يقضيه في الأسرةهو أطول مما يقضيه في أحضان المدرسة.وقد أدى تعقد الحياة الاجتماعية وما تتطلبه من الفرد،وهو العامل الرئيسي الذي وجدت المدرسة بسببه،إلى أن تنفرد المدرسة بتكوين خاص لايمكن أن تقدمه الأسرة في الأحوال المعتادة،وهذا أيضا مما يفرض انصهار كل منهما في نوع من التكامل التام،إذ لو كانتا تؤديان نفس الدور،وبالتالي لو كانت وظيفة كل منهما تكرار الوظيفة الأخرى،لاختل مطلب التكامل بينهما.أما والأمر غير ذلك فهو مطلب أساسي. ويلتقي هذا الاختلاف في نوعية ما يطلب من كل من المدرسة والأسرة في تكوينها للطفل بتفاوت الإمكانات التي توجد تحت تصرف كل منهما،لأداء وظيفتها،وهي إمكانيات بعضها إيجابي وبعضها سلبي ،بعضها مشترك بينهما وبعضها تنفرد به كل منهما عن الأخرى.وأهم الإمكانات المشتركة بينهما هي طبيعة الطفل ذاته،من حيث أنه كائن قابل للتعلم والتمرين،فهذه الخاصية تتيح لكل من الأسرة والمدرسة أن تمارس تأثيرها التربوي في اطمئنان إلا أن النتائج المرتقبة من هذا التأثير ستحدث(حتما)،ولو أن التنبؤ باتجاه هذا التأثير بكامل الدقة يضع نفس الصعوبات التي يضعها كل من يتصل بالظواهر الإنسانية في علاقتها بمفهومي الحتمية والاحتمالية.
نعرف جيدا أن الطفل في علاقته بأفراد أسرته ،يعيش في جو مشحون بعواطف متنوعة لصالحه،فأفراد أسرته ولا سيما الأب والأم يمنحانه حبهما الخالص،وحتى إخوته الذين يتعرض في علاقته بهم لنمو عاطفة الغيرة وتخالط مشاعرهم نحو عاطفة الحب .فعلى العموم يعيش الطفل بين أفراد أسرته في جو دافئ من الحنان تطفو على سطحه بين الحين والآخر،عواطف ومشاعر منافية،ولكن ذلك لايمس أساسه.هذا الدفءالعاطفي الذي يحيط بالطفل هو مبدئيا عامل ايجابي يسهل عليه إدماج القيم ولأنماط الثقافية التي يزخر بها عالم الأسرة،وبالتالي فهذا الدفء العاطفي يتكامل مع قابلية التعلم في الطفل ليسهل مهمته التعليمية ما دام الفعتل التربوي هو فعل حب وتعاطف.لكن هذا الدفء العاطفي الذي يوجد في الأسرة،ويهيئها للنجاح في عملها التربوي،يبدو عاملا سلبيا من زاوية أخرى،وذلك باعتبار أن فيض العواطف التي يحيط بها الآباء أبناءهم قد تصبح عائقا في سبيل ممارستهم لفعل تربوي ناجع على هؤلاء الأبناء،ويتجلى على الخصوص في ظاهرة أخرى وهي اعتماد الطفل على أبويه،فهذا الميل الطبيعي يجد كامل الاستجابة منهما لتشجيعه،بينما يحب أن يصلا به إلى الاستقلال،أي إلى التخلص من الاعتماد عليهما،ففي هذا يبدو الدفء العاطفي عاملا تربويا سلبيا،ومعنى ذلك أن الأسرة تنقصها مبدئيا الموضوعية في معاملتها للطفل.أما بالنسبة للمدرسة فهي مبدئيا لاتتمتع بالدفء العاطفي،والطفل بالنسبة إليها مجرد اسم أو رقم.والكل يدرك لماذا يبكي الأطفال في يومهم الأول بالمدرسة.إن الطفل يأتي إلى المدرسة شاعرا بأنه لن يجد فيها ماكان يعرفه في الأسرة من دفء عاطفي ،وإنه لذلك يغير من سلوكه ،بل إن له قابلية ليكون في المدرسة “ممثلا حقيقيا”، وانعدام هذا الدفء العاطفي المبدئي في المدرسة يوازيه توافر مواقف المعاملة الموضوعية، وهي الموضوعية التي يجب أن يتعود عليها الطفل في علاقته بالمدرسة. وهذه الموضوعية في معاملة الطفل عامل إيجابي في المدرسة يهيئها إلى عدم الانزلاق إلى مواقف الميوعة في علاقتها بالطفل ،وهكذا فإن ما يجب مبدئيا في إحدى المؤسستين ويكون أساس مواقفها العاطفية من الطفل،ينعدم أو يقل في الأخرى ،ولتعويض ما يتولد من انحراف أو نقص في تربية الطفل ،يجب أن تغذي الأسرة مواقفها من الطفل ببعض الموضوعية ،أي أن المطلوب منها هو أن تخفف من قسوة الموضوعية المطلقة التي تعامل بها الطفل،وأن تضيف إلى مواقفها بعض العطف والحنان على الطفل.
إننا لانريد أن ندخل في كيمياء العواطف لنحدد القدر اللازم منها في كل من الأسرة والمدرسة،فالاعتماد هنا على الحدس التربوي لكل من أعضاء الأسرة وأعضاء المجال المدرسي،ويهمنا هنا من المقارنة أن تتضح لنا مبررات التكامل العاطفي ،المطلوب في العلاقة بين كل من المؤسستين التربويتين ،وهذا المبدأ التكاملي هو الذي يجعل الأسرة تسير شيئا فشيئا نحو المدرسة ،ويجعل هذه الأخيرة تتجه بدورها نحو الأسرة،أي أن الفارق بين المدرسة والأسرة يمكن أن ينمحي من الناحية العاطفية على الأقل،وبذلك فإن وحدة الفعل التربوي في كل منهما،والتي تتطلب تكاملا في التعامل العاطفي الذي يتم في كل من المؤسستين،تبلغ قمتها في وحدة تربوية أسمى وأشمل،وبذلك يتسع مجال كل منهما ويتلاحم بالأخرى،فلا نتحدث بعد ذلك عن مجال مدرسي ومجال عائلي في تربية الطفل،بل عن المجال التربوي العاطفي الممتد بينهما وهو مجال واحد.
وهذه الوحدة المطلوبة بين المجالين التربويين لكل من المؤسستين،كما تجد تبريرها في مدى الإمكانات الموجودة مبدئيا (بالطبيعة)في كل منهما،تجده كذلك في عناصر المجال التربوي في كل منهما،وهي عناصر ومكونات متشابهة على الأقل وإن لم تكن من جنس واحد.
ففي تحليل للعلاقات المختلفة التي يتعرض لها الطفل في كل من الأسرة والمدرسة تبين أن علاقة التلميذ العاطفية بأستاذه هي نموذج من علاقته بالأب،وأن علاقته برفاقه في الفصل وفي المجال المدرسي بصفة عامة ،هي نموذج من علاقته بإخوته في الأسرة،كما نعلم أن مؤثرات أخرى في الأسرة،تجد نظيرها في المدرسة،فكما يتأثر الطفل في عواطفه بأثاث البيت كما وكيفاأوبمن يتصل بهم في الأسرة من أقرباء ومعارف ،فإنه يتأثر كذلك بالهيكل المادي للمدرسة من بناء وتجهيز وموقع،كما يتأثر بالجهاز الإداري،وكل من لهم علاقة بالمجال المدرسي.وكما أن للأسرة قواعدها وعاداتها وأنماطها الثقافية داخل ماهو سائد في المجتمع الكبير،كذلك توجد في المدرسة قوانين وأعراف خاصة بها في نطاق ما يجمع من خصائص مشتركة بينها وبين بقية المدارس من جهة،وفي نطاق قوانين وأعراف المجتمع الكبير من جهة أخرى.
فمبررات التكامل العاطفي بين الأسرة والمدرسة،ليست من قبيل الحماسة والتهويم،بل هي نابعة من معطيات التحليل العلمي لكل منهما.وأن ما يحدث أيضا من إغفال لهذا التكامل سواء من قبل المدرسة أو من قبل الأسرة لهو مجرد انحراف له نتائجه السلبية على تكوين عواطف الطفل،وبالتالي على ما يترتب على ذلك من مواقف تمس تقدمه في الدراسة وفي الحياة الجماعية عموما.
مظاهر انعدام التكامل العاطفي بين الأسرة والمدرسة:
إذا كان التكامل العاطفي بين المجالين التربويين لكل من الأسرة والمدرسة له تأثيره الإيجابي على وحدة عواطف الطفل،وبالتالي وحدة مواقفه المدرسية والاجتماعية،فإن انعدام هذا التكامل له تأثيره المعاكس في ذلك،وإن الكثير من مشاكلنا في المغرب لتنبعث من هذا التفاوت في المواقف العاطفية بين المؤسستين لا عن وحدتهما،وبعض هذه المشاكل يبدو حلها مستعصيا.ولا تنبئ أفسح آفاق التفاؤل بهذا الصدد،إلاعن إمكان تخفيفها بدرجة ما.ومن أهم أسباب ذلك التفاوت الثقافي بين مستوى الأسرة ومستوى المدرسة،التفاوت الناتج عن ارتفاع وتفشي انعدام الوعي التربوي في الأسرة.
فالآسرة المغربية تتكل على دور المدرسة في تكوين الأطفال.وتكتفي بتردد الطفل على المدرسة،وتتخذه مظهرا وحيدا يدل على تقدم الطفل دون أن تيسر له الظروف المادية والمعنوية المساعدة على ذلك في المنزل،عن عجز في غالب الأحيان،وعن جهل في بعضها.
فالتصور السائد في الأسرة المغربية عموما ،هو أن أهم شيءيجب أن يكتسبه الطفل في المدرسة هو المعلومات المحفوظة القراءة والكتابة.وهذا يتكامل مع التصور الخاطئ الذي تسير عليه مدرستنا أيضا في اعتبار عمل التربية متميزا عن التعليم،وبالتالي في الاهتمام بالتعليم دون التربية ،بالإضافة إلى تقسيم المواد والتركيز على الجانب النظري منها،لحشو أذهان الصغار بالمعلومات،وفي هذا التكامل السلبي ينعدم كل عمل تربوي يهدف إلى تنمية العواطف الإيجابية في الطفل.
وبما أن التعليم كما تتصوره الأسرة المغربية ،هو الإكثار من المعلومات وحشو ذهن الطفل بها ،ولو استعملت المدرسة لهذه الغاية وسائل”حديثة”،فإن العلاقة بين الأسرة والمدرسة تتجلى في مواقف محدودة سلبية يمكن إجمالها في العبارة المغربية التقليدية ألتي تنطق بلسان الأب المغربي ووراءه الأسرة،وتصور موقفه من الطفل وموقف المدرسى أيضا.هذه العبارة التقليدية هي التي يقول فيها الأب للأستاذ:”اقتل وأنا أدفن”.فالتكامل بين المؤسستين هنا إنما في باب العقاب والتأديب،وعلى أساس استعمال كامل السلطة ضد الطفل في الأسرة والمدرسة معا،وفي مثل هذه الحال تكون مراعاة مشاعر الطفل غير واردة على الإطلاق،وبالتالي فلا شيء يساعد على إقامة علاقات إنسانية سليمة،ويتيح له نموا عاطفيا متوازنا.إن المبدأ الذي تصدر عنه هذه العبارة هو رمز لثقة سلبية.
وإذا كانت المدرسة المغربية(الحديثة)،بقوانينها الرسمية وتشريعا تها تقف ضد العقاب ،وبالتالي تقلل من تأثيرهذا المبدإ الذي كان سائدا بينها وبين الكتاب،فإن ذلك مجرد مظهر شكلي لايمس المبدأ في عمقه.ويتجلى لناذلك في أن تلميذ المدرسة المغربية (الحديثة)،عندما يحمل إلى الأسرة نتيجة الامتحان وتكون سلبية ،فإن الأسرة بعجزها المادي والمعنوي عن علاج الموقف ومساعدة الطفل على تدارك النقص،تفهم دورها على أنه ينحصر”في الدفن”،بعد أن قام الأستاذ “بالقتل”فتضاعف من توبيخ الطفل وتحقيره،وتمارس عليه ألوان العقاب وتزيد حاله تعقيدا ويكون الأثر العاطفي المباشر لذلك على الطفل هو زرع الكراهية والنفور إزاءالمجال المدرسي وما يتصل به، بالإضافة إلى كل ما يؤدي إلى ازدراء الذات،والشعور بالنقص،فالأسرة المغربية يهمها أن ينجح الطفل في تحصيل المواد،وتجهل كيف يجب أن يتم ذلك كما تجهل دورها فيه.فالعملية بالنسبة اليها تهم الأستاذ والطفل وحدها،وتتم بطريقة واحدة وهي التشدد والقمع.وبما أن الأستاذ-قديما-تحميه التقاليد والتراث الثقافي”من علمني حرفا صرت له عبدا”،كما تحميه وضعيته الاجتماعية بالنسبة للتلميذ.
فبما أن النجاح عملية يسأل عنها الطفل وبما أن الطفل كان ناجحا في امتحانات سابقة،فإذن سيكون سوء النتيجة آتيا من لجنة الامتحانات،وبالتالي فهي المتهمة والأحاديث والروايات عن لجان الامتحان في الأسرة المغربية شائعة ذائعة،يلعب فيها الخيال الشعبي دوره الكبير، ويغذيه في ذلك فيض العطف الذي توليه الأسرة المغربية للأبناء ،وهزال ما تعامل به الأطفال،وما تتعامل به مع الواقع من موضوعية،حتى أن التشدد في عقاب الطفل يعتبر مظهرا أساسيا من العطف والحنان عليه.وهذه الأحاديث والروايات تلعب دورا آخر في تكوين عواطف الطفل،وهي عواطف سلبية نحو الامتحانات،على ما بهذه الامتحانات أصلا مما يكون ذلك،فتقلل من ثقته الأساسية بموضوعياتها ،وتهيئ له في الوقت نفسه ملجأ يحتمي به من مسؤوليته في النجاح أو الرسوب،ما دام مرجع ذلك إلى عامل خارجي.لقد ركزنا هنا على الأسباب المعنوية في الأسرة،والمؤدية إلى انعدام التكامل العاطفي بينها وبين المدرسة،أجملناها في تخلف المستوى الثقافي في الأسرة وانعدام الوعي التربوي بها.
وهناك بدون شك أسباب أخرى مادية في هذه الأسرة،لها دورها في انعدام هذا التكامل.ومن ذلك انخفاض مستوى دخل الأسرة من جهة،وارتفاع عدد الأطفال من جهة ثانية.وهذا الوضع بالإضافة إلى تأثيره في تغذية الطفل،وكما تتطلبه دراسته ،يؤثر عن طريق مايحرم منه الطفل من فرص الانفراد والاستقلال بغرفة خاصة في الأسرة أو ماشابه ذلك ممايتطلبه الدرس والتحصيل،وهذا ليس من شأنه أن يقوي في الطفل عواطف الاعتزاز بعمله المدرسي وهو ما تحرص المدرسة على أن تزرعه في الطفل.
إن هذا التأثير العاطفي السلبي في الطفل،والناجم عن عوامل عجز مادي في الأسرة ،لينعكس مباشرة على المردود الدراسي لجهود الطفل،وقد أثبتت الدراسات الميدانية والبحوث في هذا الصدد صحة ذلك بما لايترك مجالا للشك وإن نقطة الانطلاق في افتراض(بورد يو)ليتلخص في أن دور الأسرة بكل ما يرتبط بها من دخل فردي ومفاهيم مهنية وطبقية…عامل أساسي من عوامل النجاح الدراسي،وبالتالي في استمرار الميراث الثقافي لدى أطفال فئات معينة
وبالتالي استمرار الورثة في حمل الأوضاع الثقافية(الممتازة)،واستمرار(الورثة الآخرين)،في حمل النصيب المتواضع من ذلك تبعا لكونهم من فئات دنيا في المجتمع.
إن هذا لايعني فيما يخص موضوعنا إلا أن الوضعية العامة للأسرة عندما تكون سيئة ماديا ومعنويا تؤثر تأثيراعاطفيا سيئا على الطفل،ينعكس على عمله الدراسي ولا سيما في الابتدائي.ولا يعني هذا أن أطفال مثل هذه الأسرة محتم عليهم الفشل الدراسي وذلك لاعتبارين:
أولهما:أن التأثير العاطفي مسألة نسبية،تتداخل فيها عوامل كثيرة عدا تأثيرعوامل الأسرة،ولاسيما العوامل الفردية الشخصية في تفاعلها مع باقي العوامل.
ثانيهما: أن تعقد الحياة العاطفية للطفل،بسبب المؤثرات السلبية قد يكون بالنسبة له دافعا للعمل والتحصيل…أما ما يهمنا نحن فهو التوازن العاطفي،أي بالتالي سلامة شخصية الطفل بقدر الإمكان.
أما فيما يخص مدرستنا المغربية فهي تبعا لانعدام العلاقة الإيجابية بينها وبين الأسرة،تعامل الطفل بموضوعية تصل حد اللامبالاة.فاهتمامنا به لايتجسد إلا في تقدير نقط ودرجات الامتحان ،مما يجسد انعدام التكامل العاطفي بينها وبين الأسرة،وهوما يفرض على كل مؤسسة منهما أن تكمل النقص العاطفي في الأخرى.
وإن هذا النوع من انعدام التكامل العاطفي الإيجابي بين مجال الأسرة ومجال المدرسة،الذي يتجلى في مظاهر سلبية،كالتحالف الضمني والصريح بينهما على ممارسة كامل السلطة على الطفل،والذي يدعمه ويخالطه فيض العواطف التي تحيط بها الأسرة طفلها.وبالغ الموضوعية التي تعامله بها المدرسة، ليفتح أمام الطفل مجال ممارسة ضروب من المساومة أواللعب على الحبلين بينهما .فهو يجد عذره أمام نفسه قبل كل شيء للتذرع بسوء الأحوال العائلية،عن عدم القيام بواجبه الدراسي،كما يجد العذر نفسه في الاتجاه المعاكس أمام الأسرة،
بما تكونه فيه هذه الأخيرة بالذات من شعور بأن مستقبله الدراسي سيحدد في جزء منه على الأقل،وفي الامتحانات بالضبط،بطريق لايمكن التحكم فيه.
وهكذا كما تنجم تأثيرات عاطفية إيجابية في الطفل نتيجة التكامل العاطفي السليم بين مجالي كل من الأسرة والمدرسة،تنجم فيه كذلك تأثيرات عاطفية معاكسة،عندما ينعدم هذا التكامل بين المؤسستين.وكما تنشأعن التأثيرات الإيجابية وحدة الفعل التربوي،ينتج العكس عن تجزيء هذا الفعل وتقسيمه إلى طبيعتين أو مستويين أو إلى أكثر من ذلك.وإن التكامل العاطفي المطلوب بين الأسرة والمدرسة،لايمكن أن يتم إلا على أساس تصور وحدة فعلها التربوي،وتكامل دورها فيه.
نمادج من محاولات لإقامة تكامل تربوي بين الأسرة والمدرسة
إذا كانت تمة أسباب موضوعية في كل من الأسرة والمدرسة تؤدي إلى انفصالهما عاطفيا وانفصام ما بينهما،فإن مؤدى ذلك أن انعدام هذه الأسباب يؤدي إلى تمتين الروابط بينهما على أساس خدمة الطفل،وإحداث أطيب التأثيرات العاطفية في نفسه.ففي مثل هذه الأحوال يتداخل دور كل من الأسرة والمدرسة،وتنوب كل واحدة عن الأخرى فيما تعجز عنه أو تقف دون إتمامه.
ونحن نرى اليوم في الدول المتقدمة في أوربا وأمريكا أن تعليم القراءة والكتابة وكثيرا من المعارف العلمية الأولية،أصبح الطفل يتلقاها في الأسرة قبل دخوله المدرسة أوأثناء وجوده في المدرسة بطريقة عفوية نتيجة توافر المستوى الثقافي الضروري في أفراد الأسرة والوعي التربوي لدى الأبوين على الخصوص،وارتفاع مستوى الدخل.فتوافر هذه العوامل وغيرها في الأسرة يزيل الفوارق الجوهرية بين مجالي الأسرة والمدرسة.ذلك أن الأسرة في هذه الحال بمحتوى بيوتها المادي الذي يشمل توافر النصيب الضروري من استقلال الطفل،ووسائل عمله وتثقيفه من كتب وتلفاز وحاسوب وشبكة عنكبوتية…وبمحتواها المعنوي أيضا من أ حاديث ثقافية تسود في جو الأسرة ومن جهود الأبوين لمساعدة الطفل على تكوين نفسه،ومواقفهما إزاء ما يحرز عليه من تفوق،أو ما تعترضه من مشاكل وصعوبات…كل ذلك يكمل جهود المدرسة،ويقدم أساسا قويا لعملها ونجاعة تأثيرها العاطفي الإيجابي.
وقد أدت مساعي المربين والمخططين في كثير من البلدان إلى إقامة مؤسسات تربوية واجتماعية متخصصة في تقريب ما بين المجالين التربويين لكل من الأسرة والمدرسة،ونذكر من ذلك مؤسسة”مدرسة الآباء”التي أسسها جورج موكو في فرنسا،مع نخبة من المربين وعلماء النفس والاجتماع عقب الحرب العالمية الثانية،لمساعدة الآباء على حل ما يعترضهم من مشاكل تربوية في الأسرة،ونشر الوعي الذي يجعلهم يكملون بجهودهم جهود المدرسة .وإن الظروف الاجتماعية التي نشأت فيها هذه المؤسسة،وهي ظروف الحرب العالمية الثانية وما بعدها،لتدل على أن الأزمات الاجتماعية الكبرى،تساهم في إحداث مشاكل تربوية جديدة،بما يهتز تحت وقعها من قيم،ومعاييرأخلاقية واجتماعية،وبما تؤدي إليه من اضطرابات نفسية فردية وجماعية،تنعكس على سلوك المتعلمين،وتطبعه بالشذوذ كما تدل في الوقت نفسه على أن وحدة الفعل التربوي في كل من الأسرة والمدرسة،وهي الكفيلة بإعادة التوازن المفقود.
وفي كثير من الأنظمة التربوية في البلدان المختلفة،نجد ما يسمى بمجالس الآباء،وهي مؤسسات لإقامة الاتصال المستمر بين الأسرة والمدرسة.ويقابل هذا عندنا في المغرب ما يسمى “جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ”.
إن هذه الجمعية تعتبر الآن مؤسسة تمثل العلاقة بين المدرسة والأسرة. بيد أن وظيفتها كما يتجلى لنا ذلك من أنشطتها منذ سنوات ليست تربوية،أو هي قاصرة عن القيام بذلك،بالإضافةإلى أنها غير معممة،فهناك عدة مدارس لا توجد فيها هذه المؤسسة.ويظهرمن خلال نشاط جمعيات الآباء أنها تهتم بالمشاكل العامة أكثر من المشاكل التربوية الدقيقة الخاصة بالأطفال المتجلية في مدى تكيفهم مع المدرسة وفيما يقعون فيه نتيجة ذلك من رسوب أو تأخر في دراستهم،بمعنى أن دور الجمعية ينحصر في مطالبات أشبه ما تكون بالمطالبات النقابية، وهي مطالبات مادية في الغالب، كما تحاول الجمعيات القيام بدور الوساطة بين المصالح المسؤولة وبين آباء التلاميذ عندما تحدث أزمات كتلك التي تهدد فيها التلاميذ بالطرد لأسباب تربوية أو أخلاقية…
ولا نعني هنا أن هذا الدور غير هام، بل نعني أنه غير كاف، وأنه يتطلب إعادة النظر في أسس وأهداف هذه الجمعيات من الوجهة العملية، لا من ناحية ما يسطر لها على الورق من أهداف. بالإضافة إلى هذا كله، نرى بوادر الطابع البيروقراطي السائد في المدرسة، تظهر على هذه الجمعيات، بل وعلى أكثرها نشاطا وأنها تنغمس في الشكليات العقيمة كإقامة الحفلات وما شابه ذلك…
ونرى من جهة أخرى أن إثبات الروابط بين الأسرة والمدرسة على أساس علمي وعلى ضوء المشاكل المتجددة والعميقة في مجاليهما، تتطلب تأسيس معاهد للدراسات السيكولوجية والاجتماعية المتخصصة في دراسة مظاهر التكامل والانفصال بين المؤسستين بعيدا عن الشكليات والمظاهر البيروقراطية. هكذا من خلال الإمكانات التي توجد في كل من مجال الأسرة والمدرسة، ومن مختلف العوامل الإيجابية والسلبية فيهما معا، ومن التجارب التي ظهرت في عدة دول لإقامة تكامل وظيفي بين المؤسستين ومن محاولاتنا نحن في هذا السبيل، نخلص إلى أن هذا التكامل ضروري وأنه يتطلب كامل الاهتمام والعناية.

جميع المقالات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها وليس للموقع أية مسؤولية أدبية أو أخلاقية أو قانونية
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع
أضف تعليقك
من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.
قناة تنجداد 24

أقوى لحظات الملتقى الوطني للشعر والموسيقى بتنجداد

النسخة الثالثة من الملتقى الوطني الثالث للشعر والموسيقى بتنجداد على القناة الاولى “فيديو”

نص الخطاب السامي الذي وجهه جلالة الملك إلى الأمة بمناسبة الذكرى 43 للمسيرة الخضراء + فيديو

فيديو : إستقبال فريق نهضة تنجداد لكرة القدم النسوية بصعوده للقسم الثاني

جمعية إنسان للتنمية الإجتماعية تحتفل باليوم الوطني للطفولة بأمسية فنية

فيديو : أشغال الندوة الصحفية التي نظمتها جمعية انسان للتنمية الاجتماعية

شوهة: الطريق الوطنية رقم 10 بتنجداد بعد التساقطات المطرية الأخيرة

حفل توقيع ديوان “قارة الحيرة” لشاعرة الواحة حسناء جردان

فيديو : القافلة الطبية التي نظمتها جمعية أمجاد الزاوية بشراكة مع جمعية التضامن لمحاربة داء السيدا

فيديو : جمعية إنسان للتنمية الأجتماعية تنظم حملة تحسيسية لفائدة الفتاة القروية

فيديو: المهرجان الدولي للكسكس في نسخته الأولى بكلميمة لجمعية الأفراح للتنمية الإجتماعية والعمل النسوي

فيديو : تنسيقية حراك أغبالو نكردوس تنظم مهرجان خطابي وتشبتها بمطالبها

فيديو : جمعية الأطر الشابة لتنجداد تنظم النسخة الرابعة لمنتدى التوجيه

كلمة مؤثر للسيد علي لعوان خلال حفل تكريميه بباشوية تنجداد “فيديو”

سكان أسلاب في وقفة احتجاجية للمطالبة بحقوقهم “فيديو”
حالة الطقس بالراشدية
صوت وصورة

ملخص مبارة برشلونة 0/3 تشيلسي دوري أبطال أوربا 14/03/2018

المدير الجهوي لوزارة الثقافة والاتصال لدرعة تافيلالت في لقاء تواصلي مع فناني وجمعيات منطقة ألنيف

الضربات الترجيحية التي أهدت الرجاء لقبه الثامن في كأس العرش

اهداف المغرب وساحل العاج 2-0 اسود الاطلس في كأس العالم 2018

قربلة في مؤتمر حزب الاستقلال الكراسا والكيسان وصحون طائرة

حقائق صادمة عن مغتصبي فتاة ”الطوبيس”

بيكيه يساعد الريال علي التقدم يهدف

الاعراس الجماعية بألنيف 2017 اليوم الاول” أسوكز”

فيديو . خطاب العرش كاملاً

الأستاذ أيت الفقيه في ندوة الكاريس واجرام هدم ابراج دار الشباب بتنجداد

نداءات إنسانية لأسر المعتقلين في حراك الحسيمة

حوار ساخن بين إلياس العماري و التيجيني

مسيرة احتجاجية بالرشيدية تضامناً مع «حراك الريف»

اهداف مباراة ريال مدريد و يوفنتوس 4-1 دوري ابطال اوروبا 3/6/2017

هذه هي مطالب حراك تنجداد “فيديو”

تعرف على مهام يقوم بها الدرك الملكي ربما لا تعرفها

تلاوة قرآنية خاشعة لشرطي من الرشيدية

البطيخ الاحمر بألنيف جودة في المنتوج وإكراهات الجفاف

واقع وآفاق ملتقى سجلماسة لفن الملحجون

الرشيدية : انقاد امرأة حامل بثلاثة أطفال توائم بعد اصابتها بنزيف دموي حاد

تنجداد – فركلة العليا : مهرجان فن باهبي باسربر اقليم الرشيدية

اهم لحظات حفل تكريم الأساتذة المحالين على التقاعد بالرشيدية

تعليقات الزوّار 0